بسم الله الرحمن الرحيم
( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) [البقرة:120]
في العادة قد يستتفه المستمع الى بعض العلمانيين المخبئين وراء استار الاحزاب بعضا من كلماتهم , فتارة يعلي صوته بضرورة التعاون والتعايش مع المحتل الغاصب القاتل المجرم وتارة اخرى يعزي عوائل القتلى من صفوف قطعان المستوطنين مشددا على ضرورة تعزيز العلاقات والتعايش معهم , وقد شارك في هذه الاخيرة عدد من السفراء الاميريكين وعدد من اصحاب مصالح ما وراء الوطن .
ان من الصعب علي كمواطن فلسطيني ان اقبل واقعا يكون فيه ولي امر مضادا لرغبات الشعب ومضادا للمصالح الوطنية العليا كالتنسيق الامني الذي وضع موضع التقديس وبحزم , ولكن كان الامر مختلفا عندما هوجم ودنس احد اقدس مقدسات المسلمين - المسجد الاقصى - لم يصل لنا صداه ولم نسمع له صوتا .
من الصعب ان تقنع شبابا هامو في حب هذا التنظيم وذاك الرمز بفهمهم الخاطئ لسياسة وفكر الاحزاب التي ينتمون الها دون ادنى دراية بتلك الدهاليز الفكرية التي قد تعمقت في عقولهم لدرجة العشق والحب الاعمى الذي القى الغشاوة على قلوبهم , ليكونو متأكدين ان ما يفعله ذلك العلماني - القائد البطل - هو الاصح والاقوى في مواجهة جرائم الاحتلال .
قد تكون احد المبررات للتصرفات الوطنية المشوهة , ان الشعب الفلسطيني لا يملك القوة اللازمة للمواجهة مع الاحتلال كونه يقبع في عقر داره مكبلا اي تحركات عسكرية او فكرية , ولكن السبب في الرئيس والاهم في ذلك وفي كل تلك المناطق هو استغلاله للمفاوضات للتسويف والوعيد , في حين انه يبني مستوطناته على آمآل واهية بالسلام وبما يسمى بحل الدولتين , وكما نرى ونسمع يوميا الآف الوحدات الاستيطانية يتم بناؤها وتأسيسها في ظل حماية معاهدات تخدم مصالح طرف واحد في مفاوضات عبثية رجعو في كل جولةٍ منها بخفي حنين فقد قال تعالى: ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ) [هود:113]