داء الاخِّلاء الشاقْ – النفاق


داء الاخِّلاء الشاقْ – النفاق
عندما تضيق ممرات هذه الحياة وتغلق السبل امام من تعلق قلبه فيها، يضطر الى ان يجد منفذا مفقودا عنده موجودا عند احد غيره , وهذا بطبيعة الانسان , وطبيعة بنو آدم ان يساعد بعضهم بعضا , لكن هذا الزمان اختلف عن غيره من الازمان , فنمسي ونصبح ونحن في حيرة من امرنا نفكر بحقيقة علاقاتنا مع الآخرين ونفكر بالمصالح التي تجمعنا والمصالح التي من شأنها ان تلصق احدنا بالآخر .

اختفت الوجوه وراء اقنعة الابتسامات الكاذبة، واختفى جوهر الابتسامة ومبدأ المصافحة والسلام للتحاب، فعدل ذلك النص ليصبح أكثر الحقائق الموجودة على ارض الواقع ايلاما " النفاق "

بدأت بالفعل أتساءل هل يوجد في هذه القطعة الرخيصة من التراب أدنى حلٍ لمشاكلنا المتعلقة بعلاقاتنا الواهية ؟! هل يمكننا في يوم من الأيام ان نطمئن بوجود شخصٍ ما في دائرة ثقتنا دون ان نضطر في يوم من الأيام ان نكتشف خيبتنا واستفحال سفهنا وندمنا على ذلك الوقت الذي كنا قد بادلنا فيه الابتسامة قصيرة الامد بثقتنا ؟!

تعددت الأسباب والمصالح وتكررت الخيبات، وما زلتُ العن طبيعة حاجتنا لمن يملئ فراغ وحدتنا وحاجتنا لأولئك اللذين قد نسميهم في احدى فترات حياتنا – أصدقاء - , مع ان مفهوم الصداقة لا يمكن ان يوجد باتحاده مع مفهوم المصلحة أياً كانت , فلا يمكن ان تعتبر احدهم صديقا لك في حين ان اهتمامه لحاجة تقضيها له عائمة على سطح تلك العلاقة .

وبتعريف مفهوم الصداقة الذي هو اتحاد قلوب وعقول ومشاعر وكلمات وأفكار ونجاح , الخالي من أي متطلبات خارجة والصافي من أي التزامات مادية ! أقف لحظة، بل أقف الدهر كله، باحثا عن تطبيق ووجود لذلك المفهوم في هذا الزمن فلا أجد ولن أجد.

ان قناعتي الموجودة بأن كثرة المشاكل في هذه الحياة لا تجعلها جديرة بالتضحية لتعميرها بتلك العلاقات, فقد يجرح المرء قلبه و يشغل وجدانه للتفكير في ضرورة إيجاد حل لظلم البشر انفسهم , لكن الحل ليس موجودا بيد احدٍ بين السماء والأرض , لا يمكن ان يوجده بشر , الحل موجود ولكن نظرتنا المحدودة للتفكير في قالب الحياة جعلنا نهمل ما هو موجود في كتاب الله , { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67]
فكلنا مذنبون , وكلنا لبعضنا يوم القيامة لوامون , الا المتقين .

واصل هنا الى خلاصة الفكرة والحل الأمثل لحاجتنا للعلاقات اشباعا لطبيعتنا كبشر , فصديقي هو من يصحبني الى الجنة الى طريق نضمن فيه سعادة دنيانا وآخرتنا , خليلي هو من يتابع اخطائي ويصحح مسار حياتي خوفا على مستقبلي المنتظر وحياتي الدائمة , الى الصلاة , الى اطمئنان وشعور حقيقي بالسعادة في انتظار الحياة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق