غزةَ من قبل ومن بعد

كانت ايام الحرب ال50 العاتية من اكثر الايام صعوبة التي كانت قد مرت على اهل غزة منذ عام 1948 , فبين انتظار الاتصال الهاتفي الآمر باخلاء المنزل لقصفه , وبين ذلك الصوت الذي كنا نستيقظ وننام وناكل ونشرب على نشازه صوت طائرة الاستطلاع , ومن فوق ارض لا تتوقف عن الاهتزاز بزلزال مستمر بمعدل قذيفة مدفعية لكل 3 ثوانِ , كآن صمودنا منهجاً قد تدرسه الجيوش وكان لايماننا رصيد كبير في شحن هممنا واعلاء معنوياتنا التي لم تكن قابلة للرضوخ تحت ما يحيط بنا من خوف ودمار وارهاب .


ان اكثر ما اوجعني في تلك الحرب الماضية رؤية الاطفال اللذين لم يبلغو من العمر ربيعه , مقطعين , ومن سلم منهم فهو جريح ومن كان منهم اوفر حظا عاش خوفا غير معهود .
ولم نكن نحن اوفر حظا , فمع الامن الزائف والمسرحيات الكاذبة التي كنا نؤديها فيما بيننا وامام بعضنا بعدم خوفنا بل وعدم اكتراثنا لما يحدث , كانت قلوبنا تعج بالكثير من التساءلات التي اثقلت كاهلنا وكان يزيدها غلظةً انتظار تهدئة هنا او اتفاق هناك .

انتهت الحرب ,
وتركت خلفها " نحن " وقد نتج عنها اكثر من 2000 شهيد , وجرح عشرة آلاف او اكثر , وبقينا " نحن " , لم يكن منا احد غاب عن باله او عن سجوده في صلاته دعاء بأن يأخذه الله اليه شهيدا , فنحن نعلم ان الفصيل والتنظيم لم يكن يوما سببا لاختيار احد شهيدا عن الله , فالله وحده يعلمهم .

استقرت الاوضاع واحتفل " الناس" بالنصر وقد روى كل شريك في الحرب قصته , وقد غنم منها البعض من الاسى ما يوزع على الامة باكملها , تعمدت ذكر الاسى كغنيمة , فرح الناس وهللوا انتصرنا , وقد وعدنا قادتنا بالمطالب التي ستأمن لنا مستقبلنا ومستقبل اولادنا , وسبحن الله كنت متنبأً بما سيحصل , فإني ان كنت قد تعلمت شيئا في هذه الدنيا فقد تعلمت ان لا أؤمن لخائن , وهؤلاء يهودٌ لا يؤَمَّنون , حصل ما حصل واتفق الاطراف بسرعة رهيبة بدون مقدمات بأمر من سيادة رئيس السلطة الفلسطينية الداعمة للاحتلال الاسرائيلي والمساعدة على جثومه في ارضنا بانهاء الحرب , دون اي ذكر لتلك المطالب التي لم يذكرها , يطالب بها , يعلن عنها , اي طرف من الاطراف , بل اكتفو بأننى انتصرنا وقد مرغنا انفهم وقد ححقنا تقدما , ولككننا في الحقيقة كنا قد رجعنا بخفي حنين .

لا أستثني منكم أحداً , والزمن وحده هو من سيثبت صحة او خطأ خطابي والذي ارجو من كل قلبي ان يتكلل هو بالخطأ وتتكلل غزة بالامن والحيآة .
" في عنا عقل "
رأيي الخاص , ان كنت قد اصبت فمن الله وان اخطأت فمن الشيطان .

هناك 4 تعليقات:

  1. ما ظنيت دماء الشهداء تضيع هدرا والله غالب على أمره

    ردحذف
  2. هو الله وحده , القادر على اخراجنا من ازمتنا
    ونعم بالله

    ردحذف
  3. أخي الحبيب محمود كلامك تاج على الرأس وتناسقا مع الواقع والذي يحدث الأن , لكن تعقيب بسيط انني قد تطرقت الى هذا الكلام من قبل على حسابي فيسبوك وربما أنت علقت عليه أو شاركت بتعليق , وقد كتبت ذلك المنشور ليلة انتهاء التهدئة .نعم قد احتفلت بالنصر الذي في وجوه الناس لكن قلبي وعقلي لم يكونان على ما يرام وقد أفرغت تلك الدوامة التي تعصف بذهني مباشرة حدوث الامر ولم يبقى عقلى مشوشا أو مدهوشا لفترة ما بعد الحرب لانتظتر ما سوف يحدث لاني أعلم أن الأمر سوف يكون معقدا بعد الحرب وذلك لم يعلقني على الانتظار . في النهاية أخشى على شعبي من مؤامرة عباسية صهيونية على شعبنا , وأخشى على تورط القادة الشرفاء بشكل عام أو بشكل يخص الرضوخ الى قرارات أبو مازن واقناعاته بضمان دولي لاسرائيل وسيرا نحو تحقيق المطالب ولكي يكون جوا رطبا ومناسبا لاكمال جولات المصالحة والصف الفلسطيني المشترك .
    بات الأمر مشوشا بما يكفي , ونقول نحن لا نحتسب سوى الله وندعو منه ونبتهل اليه بأن قريبا جدا يرينا الحق ويكشف الباطل وأن يفرج كرب المسلمين جميعا..
    #أحمد_الشريف

    ردحذف
  4. ونعم بالله عزيزي , ربنآ يكتب اللي فيه الخير ,
    وكما اسلفت , لم ينتهِ الامر بعد وانما قد يكون القادم فيه الخير الكثير

    ردحذف