القناعة كنز لا يفنى !

القناعة كنز لا يفنى 










في حياتنا هذه , نملك أشيآء وينقصنآ شيء وبطبيعتنا كبشر لا ننظر الى ما نملك بل ننظر فقط الى ما نريد وما نحتاج , وهذا ليس بخطأ في الحقيقة , بل ان كل ما نراه اليوم على وجه المعمورة وبين ارجائها من تطور وتكنولوجيا وتقنيات حديثة جاء من الحاجة الملحة فالمثل القائل 
الحاجة ام الاختراع 
فلا يجب ان نقف عند حد من الابداع في سبيل تلبية رغباتنا سواء اكانت شخصية  او عامة النفع , ولكن يجب ان نعير انتباهنا الى ما يمكن الوصول اليه وتحقيقه من مقدار السلوك الانساني المشهور الا وهو الجشع , ويكمن الفرق بين الابداع والجشع ان الابداع يأتي من الحاجة ولكن الجشع يأتي من عدم القناعة , وقد قال علي رضي الله عنه  
القناعة كنز لا يفنى 


ولا تناقض في ذلك ابدا , فلا يأخذ بالمقولة السابقة على اطلاقها , فالقناعة بالذل مهانة والقناعة بالتسول مذلة , فتكمن ثمرة القناعة بالرضا بما كتب الله لك مع السعي نحو التغيير وزرع جذور قوية للطموح تصل الى عنان السماء , فما علينا الا ان نشكر الله على ما اعطانا من نعم غير محصورة بعدد وان نعمل على اعمار هذه الارض عمارة ننتفع بها ونكون بها خلفاء عليها كما امرنا رب العزة في قوله 
هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) هود، آية 61

فعلينا ان نكون مبدعين مجددين لا ان نكون مقلدين لا ان ننام الليل الطويل نحلم بسماءٍ تمطر ذهبا وفضة , بل وان عبادة الله وحدها لا تغني عن السعي في طلب الرزق فقد خلص الانسان في هذه الدنيا اختبار ووضع بين يديه الاختيار , وأوجد الله له كل تلك الموارد وكل تلك الامكانات ليفتش عنها ويعمل على ايجادها بل ويحفر بالارض ليستخرجها ويحولها الى ما يسد به حاجاته المتجددة والمستمرة الوجود وسئل النبي صلى الله عليه وسلم
 أي الكسب أطيب ؟ قال : (عمل الرجل بيده ، وكل بيع مبرور )
فعلينا ان لا نستسلم للواقع بل ان نعمل على كسره واقامة كلمتنا في هذه الحياه , كلمتنا الخاصة أثرنآ الخاص , فكما قال الشاعر
  ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي       إن الفتى من يقول ها أنا ذا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق