ألم يأن لهذا العالم ان ينتهي ؟!

Big Bang

احد الأسباب التي جعلتني ابدأ بكتابة هذا المقال انني مبتلا وجميع من في هذا العالم بالغشاوة التي تغطي كل مناحي الحياة , لم يعد للوضوح وجود , سادت الفروع على الأصول وغاب النور عن الالباب أغلقت كل الأبواب الأرضية في انتظار اغلاق الباب السماوي للحساب .

مضى من عمري 19 عاما لا اتحدث عن خبرة شيخ ختيار او عجوز حفرت السنين على وجنتيه اخاديد الشقاء , لا , أتكلم عن وجهة نظر قد ألمتني وتؤلمني وتزعجني وتجعل من حالتي النفسية أثرا على عصبيتي سلبا وليس بالإيجاب , في هذه الأعوام القليلة الماضية كنت قد بدأت مرحلة وعي فكري جديدة , وفي منطقتنا يجبر الانسان ان يرى كل الوان الشخصيات والألوان التي تلعب دورا في ان تعطيه لغزا جديدا في كل خطوة يخطوها .
تمضي فترى تقلب عقول الناس وتفاوت المفاهيم وسماكة الغشاوات التي تغطي اعينهم , وتتعلم انت وتبنى على عينيك بيديك غشاوتك الخاصة التي ستعطي لعقلك طريقه في التفكير تتبناها لتظل على خطاها ما حييت .

ومن أشكال الغشاوات التي صادفتها خلال رحلتي التي لآ آمل أن تكون طويلة , ذو المصلحة -
لم يكن احد منا الا ان كان صاحب مصلحة في وقت من الأوقات , ولكن انتشار المصالح بين الناس جعل من الإخلاص كلمة في كتاب قديم عاف عليها الزمن ولم يعد احد يلتفت لها , جعلت المصلحة أصحاب غشاواتها كالمتسولين يتخلون عن ماء وجوههم في سبيل تحقيق تلك المنفعة والتي في اغلب الأوقات لا يكون لهم فيها أي حق .

والغشاوات الدينية هي من اخطر الغشاوات حتى بين المسلمين انفسهم , فتجد من يدعم فصيلا او تنظيما معينا معصوب العينين اعمى في دعم ذلك القائد او هذا الرمز او هذا اللون او الحزب ويتعصب له كحمية الجاهلية او اضل , اشفق على هؤلاء الذين قد غمسوا انفسهم في شعارات لا يفهمون معانيها وسياسة ليس لها في الوضوح من سبيل وانما هي مبنية على غشاوة ومصالح شخصية لذلك الحزب او الزعيم اياً كان إسلاميا او علمانيا .
اما تعصب المسلمين الحميد , الذي يجعلهم يحرمون مظاهر الترف في هذا الجزء المظلم من العالم كالتلفاز او كالهاتف النقال او استعمال الانترنت مستندين على قاعدة فقهية او نص لا يمد بصلة لأي منها كأنها لم تكن في زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم , او على نص " ما قليله مسكرٌ فكثيره حرام " والذي لا يمد للمذكور بصلة قاصدين فيها ان سلبيات الانترنت على سبيل المثال اكثر من ايجابياته فهو حرام , سمعت الكثير , وسأفترش التراب مستمعا الى تلك النظريات وغيرها فلن يتوقف الانسان عن الاكتشاف في يوم من الأيام .

اما على سبيل السياسية والحزبية , فلم اتبنى اسم أي فصيل من الفصائل في حياتي , وقفت على محاسن الجميع وركزت على مساوئ الجميع , ولا تلوموني ان كان احدهم لا يخرج منه الا المسيئ فلا اذكره الا بالسوء , فغشاوة الخيانة السياسية , والتي تجعل ذلك الرمز او ذاك يتنازل عن حقوق أبناء امته هي غشاوة خطيرة , سيكشف لنا التاريخ أسبابها عاجلا غير اجل .

لم يعد هناك وجود للحق ولنصرته , لا تكاد قادرا على انجاز أي شيء دون ان تطلب معروفا من باب خلفي - واسطة لم نعد نبكي من خشيه الله , اصبحنا نبكي خشية ظلم ذوي القربى , خشية عدم قدرتنا على بناء مستقبل زاهر نبستم فيه دون تكليف او غشاوة , من القلب الى القلب .

هذا العالم لم يعد مكانا جميلا للعيش , هذا العالم يحتاج الى الكثير من التغيير والى الكثير من الابصار ونزع الغشاوات , جميعنا نحتاج الى ان نرى بأعيننا الحقيقة بلا مصالح بلا حزبية بلا حرية مشروطة بلا سجن وقتل بلا تعذيب وإرهاب بلا سرقة ونصب واحتيال وقطع ارزاق بلا خيانة !
عآلم وردي , عالم خالي من دسم الغشاوات , عآلم خآلي من البشر !
مما يجعلني ارجع الى عنوان هذا المقال - ألم يأنِ لهذا العالم ان ينتهي ؟!


هناك تعليقان (2):

  1. التعلق بالغيبيات الصحيحة والصادقة قد يخفف، ولكن الالتزام بالقرآن ومنهجه هو أفضل علاج لهذا الوضع يمكن ان تحدد بوصلتك حسب التزامك وحسب توجهاتك إما صبر ومشقة وفي النهاية سعادة وأجر، وإما انجراف الي الهاوية المحفوفة بالملذات والمتع وفي النهاية حسرة وندامة، فما كان لله دام واتصل.

    ردحذف
    الردود
    1. كنت قد اشرت ان كل الابواب الارضية مغلقة , وننتظر الباب السماوي الذي لم يغلق بعد ,
      وان شاء الله سيكون القادم لله :)

      حذف