اسير النسيان

واني اخاف ان اكون اسيرا للنسيان
حبيسا لما اتقن من فقدان 
فروحي بمكان غير هذا المكان
والروح اكبر ما يمكن ان يفقد انسان 
روحٌ معلقه بأحبال الكتمان
والقلم يفضحها على ورق يفشِي الكتمان
ورقٌ تحمله الجدران
وينزعه عنها السجان 
فاني انا حبيس تلك الجدران 

ملاكٌ , لم ألقهُ في غآر .

تعويذه حظي بين ضلوعي احملها واحمل اسمها, وابدأ يومي بذكرها بل لا أكون الا بوجودها 
هي جائزة الصبر الجميل , فالنظر اليها حياة , وابتسامتها حياة , وبثغرها حياة 
ولمسها ينسيني كياني وعالمَ الاحياء, الى البرزخ يرسلني , لا يميتني بل يبعث بروحي لعالمٍ ثآنٍ لم يخطر وجوده على قلبِ بشرْ ولم يزينْ عين انسان بالنظر , الا أنا وكلي فخر .
قالت لي : انت انا , تفرقت الاجساد واجتمعت الارواح , وبدأت بي .
فقلت بربك هل يستويان ؟!
خذي بيديك مرآة وانظري الى وجهٍ يشيخ بتقدم العمر
وانظري الى وجهك يتقدم فيه النور توهجاً كمنتصف الشهر للقمر 
انظري الى عينيك تزدادان بريقا 
انظري الى جسدك كيف يطويني كمعدنٍ ذائبٍ على اطلالكِ
ولم اشهد ان استوى محيط القمر
بربك هل يستويان ؟!
هي نعمة النعم و جمال قمة القمم , لم الْقَها في غارْ , ولم تُبعث لِي حوريةً من اعماق البحار 
فكيف لها ان تقارَن باللائلئ والكنوز , وكيف للجواهر بألوانها على عينيها ان تفوز ! 
لا استفهام هنا , ففيها كل جواب , وفي عينها تحل عقد السحر وفي تفاصيلها يهيج البحر وبين يديها امان من كل شر وحساب .
هي ملاكي بأجنحة الحنان وبنور الشمس وبلطف النسيم وبوصف الجنان , كسيل غير منقطع في غابة خضراء من أثره, تروي ترانيمها قلبي وتشعله كقمة بركان , فوق كل وصفٍ لانسان , فلم اشهد احداً يحمل آخر لحدود الجنان .

معركةُ الحنينْ !

مسافرٌ يستعدُ للرحيلِ الى المجهول ,
حزمَ امتعتهُ ووضعَ قلبهُ بعدَ عناءٍ طويلٍ بينَ كفيهِ يقلبهُ بلا وعيٍ او بصيرةْ 
كبوصلةٍ فقدتْ فطرتها والاتجاهْ , لا يدري الى اينَ السبيلْ ولا يرى في الآفاقِ الا الآفاقْ
انطلقَ يصارعُ الحنينْ
يراوغهُ بينَ اشعةِ شمسٍ حارقةٍ يعدو للسرابْ
يدنو منَه ويختفي ذاكَ ويختفي بعضٌ منْ أملْ
انتظرَ رحيلَ الشمسِ في طيِّ الغروبْ
انتظرَ القمرْ , لمْ يأتِ القمرْ !
تاه ! فقد احساسهُ بالوقت وفقدَ جزأً منْ أملْ
لم يؤنسهُ القمر ولا اي من الأجرامْ , ولمْ ينِرْ ما حولهُ إلا ذكرياتٌ من ماضِ بعيدْ
ماضٍ كآن يعيشُ فيهِ الأملْ
الى ماضٍ لم يكن مضطرا فيهِ لأن يصارعَ الحنينْ
الى ذالك الوقت الذي كآن يؤنسُه القمرْ
لم ينتصرْ أحدٌ في معركةٍ بمواجهةِ الحنين , ولمْ أنتصِرْ !

تأويل الغياب

قال الكاتبُ: ليَ ماضٍ قصير الذكريات يمضي على عجلةٍ من أمره، يتصف بطول بقائه، وقت الحنين.
 كأن الذكريات، نخيل السماء إتخذ السماء صفةً إلهيةُ الطولِ في المساء.
  و للقصيدة دورٌ في رواية الكاتب، ربما هي ساعي البريد في الصباح تشرب كوباً من الحليب إلى أن يتم الشاعر صياغتها و ترتيب النهاية بلمساتٍ أخيرة من الممكن، ربما هي الياسمين في المساء وجعٌ و ذكرى، ينتظره الشاعر كل ليلةٍ، يرتب له سريراً من الأحلام كي ينام  بجانبه  كشكل ذاكرة أحداثها قصيرة الحصول.
لا مفر للشاعر من الكلمات،
 يقول:
حلمت "أنني أحلمْ"،
 الأبيض يملأ المكان و اللاشئ حاضرٌ كذلك، و الريح تقودني ولا أقودها، كأنني ميتٌ أساق إلى نهايةٍ ما. يرى على الضفة الأخرى من الحلم أحد الغرباء ،  و تساءل: من هذا؟  رد الصدى: من أنت؟
قال الغريب: أنا ظلٌ خفي لا أرضَ لي ولا سماء، تقودني الرياح حيثما شاءت، و أينما رمتني، هناك رميتي،تقودني الرياح حيثما شاءت،  أينما رمتني، هناك موطني.
و للرواية رواية أخرى،
 في الغياب، إتسع التأويل في موسيقى البعيد ، لو أنكِ يا وردة لم تغيبِ لما أطنبتُ في الكلام و أتعبت قارئي، لسانه، شفتاه، عيناه، ذكراه، ألم المضارع، و كل الأشياء حتى من اللاممكن ، يقول الكاتب للكلمات،
لو أنكَ لم تحبَ، لما كتبتَ عن الأشياء و صرتَ ما صرتَ إليه،تقول الوردة للكاتب.
 لم يفلح الكاتب في هذا التفسير، لأن هي لم تعد هي،  الياسمين ما عاد يروي، يقول الكاتب: أخطأت التفسير، ها قد عدنا للتأليف و إرهاق القارئ مرة ثانية ، إن الحكاية تحتاج لتأويلٍ ثانٍ.
يتبع...

بقلم : أحمد كريرة